الفصل الثامن
أحمد كان جاي عشان يتكلم مع فرج، علشان يقعدون و يحلو الخلاف اللي بينهم بهدوء ومن غير مشاكل،
ولما مالقوهوش قالها انه مش عايز حاجة من ورثنا،
بس كمان مش عايز يقطع صلة الرحم ما بينا والعيلة ترجع لبعضها تاني.
عزيزة فرحت بكلامه، و قالتله انها عمرها ما تقدر تستغنى عنه ولا عن العيلة
وكانت دي لحظة دخول فرج البيت، سمعها وهي بتقولها لغيره.
-والله يا احمد ولا احنا نقدر نستغنى عنك دانت ضهرنا وسندنا انا واختي، هو يعني يوم الدنيا ما تيجي علينا هنلاقي مين غيرك انت يوقفلنا.
-ليه جوزك مات يا عزيزة.
كلمته خلت احمد ينتبه لوجوده، وقف من مكانه ومدله ايده بالسلام، لكن فرج مارفعش ايده ليه.
-أهلاً يا معلم فرج دانا كنت جايلك عشان نتصافى يا راجل.
-واللي جاي يتصافى يدخل البيت و راجله مش فيه برضو يا ابن الأصول.
للمرة التانية عزيزة وقفت قصاده والمرة دي كانت أصعب.
-في ايه يا فرج احمد ابن عمي جاي ونيته خير لينا انا واختي ماقلش حاجة غلط ولا هو جاي في شر، وبيمدلنا ايده نرده احنا ليه بقى.
-كل اللي بتقوليه دا مايهمنيش في حاجة انا اللي يهمني اني داخل بيتي لقيت واحد غريب قاعد فيه مع مراتي،
ودا عندي مش مقبول يا سيد الرجالة.
احمد نزل ايده وقرر انه يمشي وهو بيقوله.
-انا لما جيت هنا سألت عليك قبل ادخل ولما عرفت انك مش موجود ماكنتش هادخل بيتك من أساسه بس...
-بس دخلت و صاحب البيت مش موجود فيه، بنات عمك تصالحهم ولا تخصامهم دي بتاعتهم هما
لكن حرمة بيتي دي بتاعتي انا، وانا اللي يدوس على حرمة بيتي ادوس عليه بجز...
أحمد اعتبر كلام فرج طرد وأهانة ليه ومشي وفرج قفل الباب وراه،
وقبل عزيزة ما تتكلم كان هو واخدها من ايديها ودخلها اوضته غصب عنها وقفل عليها الباب،
سمعت من برة صوت ضربه فيها وصريخها وصوت تكسير بقيت واقفة اخبط على الباب وانا حاسة بتعذيبها، لكن هو مرحمهاش ولا فتحلي
فضل حابسها معاه في الأوضة طول الليل ولما طلع النهار لقيته خارج في ميعاده وكأنه معاملش اي حاجة.
وبعد ما نزل جريت عليها اشوفها عمل فيها ايه، لقيته جلدها يا صابر جسمها كان متقطع والدم سايح منه وهدومها المتقطعة عليها مش ساترة جسمها ومرمية جانب السرير.
جريت عليها وأخذتها في حضني، وهي فضلت تبكي جامد لحد ما سكتت فجائة وبصتلي وقالتلي.
-لازم اطلق منه يا نور، مش هقدر اعيش معاه تاني دا بقى وحش وهيموتني بسبب غيرته.
وللمرة التانية برضو دافعت عنه برغم التعذيب والحالة اللي شوفت اختي فيها.
-ماتكَبريش يا عزيزة احنا غلطنا لما دخلنا احمد البيت وفرج مش فيه، هو معاه حق وعمل كده عشان بيحبك.
في اللحظة دي الباب خبط روحت اشوف مين لقتها درية.
-صباح الخير يا نور اومال فين عزيزة وايه صوت الصريخ اللي كان عندكم امبارح دا.
وقفت قصادها واستهزئت بكلامها قولتلها.
-وانتِ لسه فاكرة تيجي تسألي علينا دلوقتي يا ابلة درية.
-مانا بصراحة لما سمعت صوت المعلم فرج عالي قولت يا بت ماتدخليش بين الراجل وأهل بيته
وخوفت اخبط عليكم وهو متعصب يقوم يزيد في أفعاله.
-لاء فيكي الخير يا دريه.
دي كانت كلمة عزيزة ليها وهي خارجة من باب الأوضة، بعد ما لمحت في طريقة كلامها نبرة شماتة.
-يا لهوي يا عزيزة هو عمل فيكي كده ليه يا اختي، هو انتِ عملتي ايه عشان يضربك بالطريقة دي.
-مالكيش فيه يا درية، واحد وبيغير على مراته ويحقله يبين لها حبه بالطريقة اللي تعجبه، ريحي نفسك انتِ يا اختي،
وبقولك ايه انا شايفة ان عقد إيجار شقتك فاضل عليه شهر
والمعلم فرج جوزي الشقة لزماه وقصدني ابلغك تشوفيلك مطرح تاني.
-بقى كده طيب يا ست عزيزة ومالو يا اختي ربنا يهني سعيد بسعيدة
فوتكم بعافية وان كان على المطرح بتاعكم وماله اشوفلي غيره بالأذن انا يا صبايا.
خرجت درية وقفلت الباب وراها وانا بضحك لعزيزة.
-براڨو عليكي يا أختي ايوة كده وقفيها عند حدها،
وعشان خاطري حاولي تيجي على نفسك وتصالحي جوزك عشان نرجع نعيش في هدوء من تاني.
عزيزة بصتلي وسكتت بس هزت رأسها بالموافقة وبعدها قالتلي.
-اللي ربنا رايده لينا هانشوفه يا نور، انا عايزاكي تروحي بيت العيلة وتحاولي تراضي ابن عمك بكلمتين، مش عايزهم يبعدو عننا تاني.
-حاضر يا عزيزة بكره بعد ما اخلص محاضراتي هاروح لهم.
بعد كده دخلت اخدت حمام دافي، وخرجت حضرت الغدا زي كل يوم ولا كأن في حاجة حصلت،
وقضينا اليوم انا وانت وهي في هدوء لحد ما هو رجع.
كان طالع على السلم ودرية فاتحة بابها، هو ماكنش عادته يبص ناحية شقتها،
لكن انا شوفته لما انتبه لصوت بكاها العالي اللي واصل من عندها جوه،
ندهت لعزيزة عشان تشوف و تسمع اللي هيتقال.
فرج مادخلش لكن وقف على الباب.
-يا ساتر، ست درية خير في حاجة حصلت عندك.
صوت بكاها زاد ودا خلاه يدخل خطوتين عشان يشوف في ايه.
وعزيزة فتحت الباب هي كمان بس ماحسستهوش انها شيفاه
واتحركت ناحية شقتها عشان تسمع اللي هتقوله ليه.
-الله درية مالك كفى الله الشر، بتعيطي كده ليه، انتِ حد ماتلك يا اختي.
-حد وهو انا ليا حد يا معلم فرج دانا مقطوعة من شجرة يا اخويا،
مانا لو ليا قريب ولا حبيب مكانتش الناس تبيع وتشتري فيا كده.
-ولزمته ايه الكلام دا بس يا ست، ما احنا كلنا معاكي وحاوليكي
وماحدش يقدر يدوسلك على طرف وانتِ في بيتي وفي حمايتي.
-ما داست يا معلم فرج واتاكت بالقوي كمان،
وواضح يا اخويا انك انت اللي مقويها على كده.
-الله ما توضحي كلامك يا درية، هي مين دي يا اختي اللي داستلك على طرف وانا اخدلك حقك منها تالت ومتلت كمان.
عزيزة دخلت وزعقت فيهم.
-أنا اللي دوست يا معلم فرج، يا سيد الرجالة يالي بتحافظ على حرمة بيتك وبيت جارتك العازبة اللي عايشة لوحدها يا اخويا.
فرج ماعجبهوش طريقة عزيزة بس كان شكله عايز يفهم في ايه.
-انتو اتخانقتو مع بعض ولا ايه، مالها صاحبتك يا عزيزة.
-وانت مالك ومالها يا فرج، وبعدين بيت مين دا يا اخويا اللي بتتكلم عليه، البيت بيتي انا واختي ومكتوب بأسمي وأسمها وانا بس اللي اقول مين يقعد ومين يمشي منه.
طبعاً طريقتها في الكلام معاه ماعجبتهوش، والغضب بان على وشه من تاني، مسكها من ايدها وزقها قدامه عشان يخرجو من عند درية وهو بيزعق فيها.
-إنتِ اتجننتي يا عزيزة امشي قدامي على شقتك.
عزيزة ساعتها ماخفتش منه قد ما كانت مقررة انها توقف درية عند حدها وتعرفها انها واخدة بالها من اللي بتعمله كويس.
-مش قبل ما المحروسة تلم نفسها يا حبيبي وتشوفلها راجل تاني تتسند عليه، بدل ما ترمي الهلب على راجل متجوز ومخلف كمان.
-اخرسي بقى.
اتفجئت بالقلم اللي نزل على وشها، بصتله بكل تحدي وقبل الدموع ما تنزل من عينها وتكسرها قصادهم قالتله.
-طلقني يا فرج.
وبعدها جريت على شقتنا تاني، وهو جرى وراها، الأول حاول يهديها ويقولها انه ماكنش عايز يعمل كده لولا طريقتها في الكلام وإن هي اللي استفزته،
بس هي ماسمعتهوش وعادت كلمتها تاني.
-بقولك طلقني وكل مليم ليا عندك ترجعه ليا، انت فاكر نفسك مين عشان تهيني وتمد ايدك عليا كل شوية،
انا هرجعك شحات زي ما كنت وبكره تشوف يا فرج.
كلامها خلاه يتجنن زيادة ويمد ايده عليها تاني ويضربها.
-هو مين دا اللي كان شحات يا بنت ال.... فلوس ابوكي اللي انتِ بتتنمردي عليا بيهم دول
لولايا انا ماكنش عرف يجمعهم، انا اللي تعبت و سهرت الليالي على الطرق سفر وبهدلة وهو كان قاعد مرتاح يعد في اللي بيجبهوله.
-أنت كمان عايز تاكل عليا انا واختي حقنا، لاء وبتعيب في الراجل اللي كبرك وفتحلك بيته
لاء بقى دا ورحمة ابويا، انت مبقاش ليك امان ومايتسكتش عليك يا فرج.
-أعلى ما في خيلك اركبيه، والست اللي عيبتي فيها من غير حق دي تروحي تعتزري ليها،
صحيح انا مش قابل صحوبيتك معاها وعايزك تبعدي عنها
لكن انتِ ظلمتيها ودي برضو ولية زيك انتِ واختك.
-ومالو يا اخويا واخطبهالك بالمرة ولا اقولك دانا هاقف ازغرطلك وازفكم في وسط الحته كلها
بقولك ايه يا راجل انت يمين بالله لو مارجعتلي حقي اللي عندك وطردت الولية دي من البيت
لاخلي اللي ما يشتري يتفرج عليكم، وبرضو هطلقني يا فرج يا نغاس.
بكل هدوء بصلها وقالها.
-الخيل دا انتِ اللي هتدوري عليه وتركبيه يا عزيزة، وان كان على الزغاريط والزفة فانتي فعلاً هتزغرطي لما تشوفيني وانا بكتب كتابي على صاحبتك،
ويكون في علمك فرج النغاس مابيطلقش يوم ما تفكري تخلصي مني هيكون يوم موتك وهيكون بأديا.
قال كلامه وسابنا وخرج من البيت كله وهي قعدت تعيط جامد
حاولت أهديها بس ماعرفتش حالتها كانت وحشة اوي لحد ما نمنا ليلتها انا وانت وهي في اوضتي
وتاني يوم قومت لبست عشان اروح كليتي، لقتها هي كمان بتلبس، استغربت وسألتها.
-رايحة فين يا عزيزة؟
-رايحة بيت عمك يا نور، لازم اتكلم مع احمد ابن عمك واخليه يجي ويقف للظالم دا قبل ما ياكل علينا حقنا ويطلقني منه.
-بلاش يا عزيزة جوزك قالك كده عند فيكي، كان بيحاول يرد على أهانتك ليه بالكلام دا ماتبقيش غبية وتخلي واحدة زي دي تاخده منك.
صرخت في وشي وزقتني.
-أنتِ لسه هتدافعي عنه، ايه عايزانى استنى لما يدخل عليا بيها.
-طب استني مش هاتخدي صابر معاكى.
-لاء خليكي معاه لحد ما ارجع مش عايزاه يشوف خناق وزعيق هناك كمان كفاية اللي بيشوفه هنا.
-الله طب وكليتي انا عندي محاضرات لازم احضرها.
-ماجتش من يوم يا نور الكلية مش هتطير إنما لو ما حدش وقف لفرج فلوسنا احنا اللي هتطير.
وخرجت عزيزة ورجعت قعدت مكاني تاني مش عارفة اعمل ايه ولا اتصرف ازاي،
وفجأة سمعت صوت برة الأوضة، هيكون مين اللي برة وعزيزة نزلت واكيد جوزها كمان نزل قبلها.
فتحت الباب براحة وانا مرعوبة ليكون حد دخل الشقة لقيته خارج من اوضته بصلي وقالي.
-نور نديلي اختك عشان عايز اتكلم معاها.
طريقته في الكلام كانت هادية لكن انا كنت مرعوبه من اللي هيحصل بعد كده.
-هو انت ماخرجتش.
استغرب من سؤالي ورد عليا بسؤال.
-أنتي شايفة ايه بقولك نديلي عزيزة.
-أصل يعني عزيزة....
-انتي لسة هتقوليلي اصل وفصل اوعي وسعي كده.
شدني من ايدي جامد وفتح الباب ودخل الأوضه، ولما مالقهاش، لقيته خارج عامل زي الوحش وصرخ فيا وقالي.
-هي فين، انطقي اختك راحت فين.
خوفت ليضربني أنا كمان وقولتله.
-ماعرفش تلقيها راحت تجيب لوازم البيت.
-بعد كل الللي حصل امبارح تنزل من نفسها كده تجيب لوازم البيت انتِ هتنطقي وتقولي راحت فين ولا لاء.
-قولتلك ماعرفش ماعرفش.
قبل ما يمسكني كنت جريت على باب الشقة ومنه على الشارع ومن كتر خوفي فضلت اجري لحد ما وصلت لبيت عمي ودخلت لهم ولقيت عزيزة قاعدة مع احمد ابن عمي ومراته بتحكيلهم اللي حصل.
-أنا كمان حكيت لهم، واحمد غلط عزيزة وقالها.
-ماكنش لازم تخرجي من بيتك من غير إذن جوزك يا عزيزة.
-أذن ايه اللي عايزني اخده منه يا احمد، بقولك دا واخد فلوسي و ضربني وحلف ليتجوز عليا كمان وانت تقولي إذن.
-جوزك عمره ما كان طماع يا عزيزة، وكلامه كان رد فعل للي انتي قولتيه ليه.
-رجوع مش رجعاله انا بقولك اهو تطلقني منه تجبلي ابني كمان من عنده.
احمد سكت شوية وكأنه بيفكر في حاجة وبعدين قالها.
-إنتِ اصلك لما بتبقى متعصبة بتغلطي وبتقولى كلام ترجعي تندمي عليه بس انا عارف انك لما هتهدي هتقوليلي تعالي روحني بيتي.
-لاء مش هقول وقوم يلا روح هاتلى الواد منه وحل كل حاجة معاه.
طب اقعدي بس استهدي بالله مش بعيد تلاقيه هو اللي جايب الواد وجاي ليكي يا ستي، خليكم قاعدين هنا انتِ واختك لحد مانشوف الدنيا فيها ايه.
وقعدنا في بيت عمي يومين، وفي اليومين دول عزيزة مابطلتش عياط من خوفها عليك، وكل اللي طالع عليها انا عايزة ابني ودوني لابني.
وتالت يوم صعبت على أحمد وقالها قومي البسي وانا هاخدك ونروح نتكلم مع جوزك بس مش عايز صوتك يعلى نهائي عشان مايتعصبش عليكي وانا قاعد.
سمعت كلامه ونزلو هما الأتنين وراحوا على البيت وبعدها فضلت قاعدة انا ومرات احمد وعياله نستنى لما يرجع ويحكلنا عمل ايه معاه بس ولا هو رجع ولا عزيزة كمان رجعت،
واللي جالنا خبر قتلهم هما الاتنين، ومكافهوش انه قتلهم بس لاء دا وصمهم هما اللي الاتنين بتهمة لوثت شرفهم.
من بعدها انا دخلت في حالة انهيار عصبي حادة قعدت اخد مهدئات اتعالج نفسياً فترة كبيرة
كرهت حياتي وكرهت العيشة هنا قدمت على بعثة تبع كليتي وجاتلي وسافرت وانا عاقدة نيتي ان مهما طال البعد بينا او قصر لازم ارجع ليك واعرفك ان امك كانت اشرف واطهر ست في الدنيا
وإن اللي ماكانش يعرف حاجة في حياته غير انه بيحبها هو نفسه اللي قتلها و استولى على كل فلوسها بكل قسوة.